6 دوافع لإنشاء المدن الذكية لتحقيق معايير التنمية المستدامة
تعد المدن الذكية أحد المسارات التي تسهل تحقيق معايير المدن المستدامة، و رؤية مصر ٢٠٣٠ تدعم مفهوم المدن المستدامة للحفاظ على الموارد المتاحة مع زيادة عدد السكان وتأثيرات الطاقة من جهة وحماية كوكب الأرض من جهة أخرى، ولذلك تعاقدت "هانيويل" الأمريكية على تنفيذ البنية التحتية للعاصمة الإدارية كمدينة ذكية.
وأصبح
مفهوم المدن الذكية واقعًا تزامنًا مع تطور تقنيات الذكاء الصناعي وإنترنت الجيل الخامس
"إنترنت الأشياء" والذي يحقق ترابط كل الأجهزة بالإنترنت، كمحركات
للثورة الصناعية الرابعة.
وهناك
العديد من الدوافع التي تدعم إنشاء مدن ذكية، وتتمثل بعضها في الآتي:
-
تغير شكل الاقتصاد العالمي الذي أصبح مؤثرا في النمط الاقتصادي للمدن القديمة.
-
المدن الذكية من عناصر الاقتصاد الرقمي.
-
تمثل المدن الذكية أحد أهم عوامل جذب الاستثمار الأجنبي.
-
صيحة حضارية وتوفر حلولًا حتمية فعلية لمشكلات تتفاقم وتكنولوجيا قادرة على الحلول.
-
استثمارات المدن الذكية دافعا ومحركا اقتصاديا لتوفير التمويل لتحقيق الاستدامة.
-
فرصة حتمية لتكامل الاقتصاديات من القطاعين العام والخاص في تطوير البنية التحتية.
وجدير
بالذكر أن هناك 194 دولة وقعت على اتفاق "باريس للمناخ 2015" لمواجهة التحديات
والمتغيرات البيئية والاجتماعية ولا يلزم أن تتحقق بالتكنولوجيا.
والمدن
لا تكون مستدامة بمجرد الاعتماد على التكنولوجيا، ولا تسهم التطبيقات الذكية بالضرورة
في التنمية المستدامة، ولكن يمكن استخدام التكنولوجيا الذكية لتحقيق أهداف التنمية
المستدامة، ويجب الإشارة أن الاعتماد على التكنولوجيا يمكن أن يكون مستخدما من فئات
مجتمعية أو مجالات اقتصادية محدودة دون أن يصبح داعما للاستدامة من كل المجتمع والإدارة
المحلية.
وبحسب إحصائية للبنك
الدولي، فإن 54% من سكان
العالم يعيشون في المدن، وبحلول عام ٢٠٥٠ ستتخطى نسبة قاطني المدن بالبلدان النامية80%،
ما يؤدي إلى زيادة الكثافة السكانية والتلوث والجريمة وعدم استيعاب وسائل النقل،
فضلًا عن تقويض التنمية المستدامة.
وفي خضم الاستدامة
والمدن الذكية تم إطلاق مصطلح "المواطن الرقمي"، حيث أنه لا يمكن أن تتحقق أهداف المدينة
الذكية المستدامة بدون تأهيل "المواطن الرقمي"، الي يعد عنصر نجاح الإدارة
المحلية الفعالة.
ويرتبط
مصطلح "المواطن الرقمي" بمعايير مؤشر رأس المال البشري الذي أطلقه البنك
الدولي في أكتوبر ٢٠١٨ لتحقيق تنمية مستدامة، ويعبر عن مجتمع الأفراد الذين عاصروا
واندمجوا مع إحداثيات عصر الإنترنت والتكنولوجيات والذكاء الصناعي وقادرين على استيعاب
مهارات تكنولوجية قد تفوق استيعاب بعض البشر الذين لا يصنفوا كمواطنين رقميين.
كما
ظهر مصطلح "المهاجر الرقمي" ليعبر عن أجيال ما قبل الطفرة التكنولوجية، ومحاكاة
نمط الحياة الرقمية بل ورفع كفاءتها في مجالات التعليم والعمل والترفيه والتواصل والتسوق
وخدمات المواصلات والصحة.
وظهر
أيضا على الساحة مصطلح "الأيتام الرقميون"، والذي يعبر عن عن الشريحة القليلة
الكفاءة في التعامل مع البيئات التكنولوجية، بما يشكلون طاقة مقاومة للتغيير والتطور
في المجتمعات المستهدفة.
ولعل
نقص الموارد المالية المتاحة للدول أحد أبرز التحديات أما المدن المستدامة، ما
يدفع إلى ضرورة شراكة القطاع الخاص بسبب نقص الميزانيات
وأكدت
استراتيجية مصر 030 أن المدن المستدامة ضرورة حتمية لتحقيق الرفاهية وجودة الحياة،
كما أن إنشاء مدن ذكية مستدامة قرارًا حتميا للاندماج في إحداثيات الثورة الصناعية
الرابعة، ولم يكن إلا إدراكًا لتحديات عالمية، وكبنية تحتية لاستيعاب الاستثمارات الأجنبية
لتحقيق تنمية اقتصادية توفر التمويل لمدن مستدامة.